جمال سلطان | 15-12-2010 23:32
أتاني صوته عبر الهاتف مفعما بالحماسة والرضى وهو يشكرني على موقف صحيفة المصريون في الانتخابات وإسهامها في كشف التزوير ، وقال الصديق المحترم ضياء رشوان أن الله أكرمه بالفعل أن لم يفز في هذا البرلمان الذي أصبح مضرب الأمثال في التزوير وسرقة إرادة الأمة ، وأقسم أنه لو كان فاز لأعلن استقالته من أول يوم ينعقد فيه البرلمان ، وأنه حاول إقناع قيادة الحزب بالانسحاب الجماعي إلا أنهم رفضوا ، وقد حييت الصديق العزيز كما حييته من قبل في هذه الزاوية لأنه الوحيد الذي تعمدوا إسقاطه من مرشحي حزب التجمع الذين خاضوا جولة الإعادة ، كلهم زوروا لهم إلا ضياء ، وهذا وسام على صدره ، لأن موقف ضياء رشوان الواضح والوطني ضد التوريث كان يستحيل معه عليهم أن يتحملوه تحت قبة البرلمان ، فأسقطوه وأتى القرار الجمهوري بتعيين أمينة شفيق في البرلمان تعويضا للحزب عن وفاة نائبه في حدائق القبة محمد عبد العزيز شعبان قبل أن يتسلم بطاقة عضوية البرلمان ، وسبحان من له الدوام .
والحقيقة أنه من باب نسبة الفضل إلى أهله ، ينبغي الاعتراف بفضل مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في إظهار هذه الفضيحة ، والجدل الذي طال في تأييد المشاركة أو المقاطعة أعتقد أنه خف بعد ما حدث ، لأن مشاركة الإخوان هي التي أحدثت الهلع والقلق في قيادات الوطني من قدرة الجماعة على تحقيق مكاسب مثل ما حدث في انتخابات 2005 وربما أكثر من ذلك بكثير ، بعد تراكم الخبرة لدى كوادرها ، والعصبية التي أدار بها الوطني وأجهزة الدولة المعركة الانتخابية كان سببها المباشر هو الخوف من الإخوان ، وهي العصبية التي جعلته لا يرى من تلك المعركة إلا هدفا واحدا ، وهو منع أي مرشح للجماعة من المرور أو النجاح بأي وسيلة ، وسيطر هذا الهوس على عقلية من أداروا العملية الانتخابية ، مما جعلهم أقل احترازا من النتائج "الجانبية" لهذا التهور والعنف ، فعملية "التطهير" لم تكن مؤهلة للاحتراز أو الدقة الاحترافية في إخراج النتائج ، فسحقوا بقية الأحزاب والرموز الوطنية في طريقهم أثناء التزوير ، بما في ذلك حزب الوفد الذي كان مؤهلا أكثر من غيره لقيادة معارضة قوية وإيجابية في البرلمان ، وكانت هناك استعدادات من جناح نافذ في الدولة للقبول بهذا السيناريو ، إلا أن "غشومية" المراهقين السياسيين الجدد الذين أداروا العملية الانتخابية خربت كل شيء ، وبعثرت كل السيناريوهات ، لأنها لم تر أمام عينها إلا هدف واحد ، وهو تدمير الوجود الإخواني في البرلمان ومنعه بالكامل .
ولو لم يشارك الإخوان في الانتخابات لما عرف المصريون والعالم كله طبيعة العقلية التي تدير شؤون مصر السياسية الآن ، عارية بكل وضوح ، ولأمكنهم تنسيق اللعبة بهدوء وباسترخاء شديد وبدون حاجة لكل هذه البلطجة والعنف والتزوير والتلاعب والتحدي الصارخ والخطير للقضاء المصري وأحكامه ، وهذه في الحقيقة هي القيمة الأهم من مشاركة الإخوان في الانتخابات ، كما أتى انسحابهم من جولة الإعادة رغم دخولهم فيها على حوالي 27 مقعد ضربة معلم ، لأنهم حرموا الحزب الحاكم من استكمال اللعبة للنهاية وفق قوانينه هو وحساباته هو ، كما أعطوا برهانا عمليا صريحا للداخل والخارج بأن الانتخابات مزورة ، لأن أحدا لا ينسحب من الخطوة الأخيرة على هذا العدد من المقاعد إلا إذا كان قد تأكد أن المنافسة منعدمة بالفعل ، وتلك حقيقة ، لأنهم لو خاضوا الإعادة ما كان لهم أن يفوزوا بمقعد واحد ، وحتى المقعد الذي فاز فيه مرشحهم بدائرة النزهة مجدي عاشور ، ما كان ليحصل عليه هو الآخر ، وإنما اضطروا إلى أن يزوروا له انتخاباته من أجل أن يردوا على رسالة الإخوان برسالة أخرى تقول أنه كان يمكنهم الفوز لأن التصويت يتم بنزاهة بدليل فوز مرشحهم الأخير ، وهذه من المرات النادرة التي يزور فيها الحزب الوطني لصالح مرشح إخواني ، واللي يعيش ياما يشوف .
كشفت الأحداث الأخيرة لكل ذي عين ، أنه من العبث المشاركة بعد الآن في أي انتخابات تتم في مصر ، إذا كانت تتم وفق هذه المعايير القائمة والفوضى وغياب القانون ، من أراد أن يكشف الفضيحة ويعري الحزب الحاكم فهو لا يحتاج بعد الآن إلى دليل جديد ، ويبقى أن يكون أي مشاركة انتخابية لأي حزب أو قوة سياسية أو رموز وطنية مشروطة بغل يد الحكومة وحزبها وأجهزتها عن الانتخابات بالكلية ، وتفويض مؤسسة أو هيئة مستقلة ذات حصانة وصلاحيات دستورية كاملة في إدارة العملية الانتخابية من أولها إلى منتهاها ، ولها ـ وحدها ـ حق التوجيه والأمر والنهي لأي إدارة أو جهاز رسمي تستعين به في أي مرحلة من مراحل العمل ، أو أن يشرف القضاء المصري على العملية الانتخابية بكامل تفاصيلها .
almesryoongamal@gmail.com
الصفحات
بث مباشر لقناة القدس
لا تنسى تفعيل Active X Control لتشغيل القناة
إلى الشباب
لقد آمنا إيمانأ لا جدال فيه ولا شك معه، واعتقدنا عقيدة أثبت من الرواسى وأعمق من خفايا الضمائر، بأنه ليس هناك إلا فكرة واحدة هي التي تنقذ الدنيا المعذبة وترشد الانسانية الحائرة وتهدي الناس سواء السبيل، وهي لذلك تستحق أن يضحى في سبيل إعلانها و التبشير بها وحمل الناس عليها بالأرواح والأموال وكل رخيص وغال، هذه الفكرة هي الاسلام الحنيف الذي لا عوج فيه ولا شر معه ولا ضلال لمن اتبعه
إحنا فين يا ابن بتعه؟؟!!
الشرطة تقتل شباب السويس برصاص القناصة
إخوان أون لاين -الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين
أجمل الدردشة على مدونتي
المتواجدون حاليا
Links
تقليد للمعلقين الرياضيين
حكمة المدونة الآن
من أحصاها دخل الجنة
صخرة المعراج
مواعيد الصلاة بـ أكرا - غانا
ألبوم الأناشيد المصورة
الخميس، 23 ديسمبر 2010
أصاب الإخوان المسلمون بالمشاركة
مرسلة بواسطة أبو عبيدة في 10:38 ص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عبيده متضامنا مع الشعب المصري
تاريخ اليوم
About Me
ملخص مدونتي إليكم
من هو الخليفة؟ ومن هو الشهيد؟حلم طالما راود صاحب هذة المدونة وطالما رجا في الآية {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }الفرقان74وهنا الحديث عن أمور شرعية وشخصية وما يحيط بنا من أحداث حتى تكون هذة المدونة نافذتنا إلى التعبير عن آرائنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق