الجمعة، 2 أكتوبر 2009

خطبة الجمعة اليوم: الجهاد بالمال

إن ما نسمعه ونشاهدة اليوم فيما يحدث للمسجد الأقصى وما هو موقف شعبنا المسلم في غزة وأن جميع القوى الكافرة والعميلة تحارب الاسلام والمسلمين بشتى الطرق لا يدعنا أن نقف مكتوفي الأيدي وقليل الحيلة.
فكثير منا يقف ليعض على شفتيه أو يصفق بكف على كف أو يطأطأ رأسه ويوقل ماذا أفعل وما دوري؟؟؟؟!!!!!
آتيك اليوم بحسنة من الحسنات ما تستطيع أن يفرج الله بها همك ويرفع عنك بها عذرك
اليوم هو يوم المسجد الأقصى فما هو دورنا وما هو واجبنا وماذا نستطيع أن نفعل؟؟؟؟!!!
إذا عليك بما تستطيعه وهو:

الجهاد بالمال

والجهاد بالمال لا يقل أهمية عن الجهاد بالنفس وبالأخص في هذة الأيام ونحن لا نستطيع أن نذهب لنجاهد بأنفسنا، إذ كيف يستطيع المجاهد أن يقوم بمهمته العظيمة دون توفر آلات القتال، فالأخوة المجاهدين يريدون السلاح الذي يدافعون به عن أعراضهم وكرامتهم وكرامة كل الأمة الإسلامية وليس السلاح وحده ولكنه أيضا الطعام والشراب والدواء الازم فمن يكفل غازيا في أهله وعياله في غيبته، أو في حال استشهاده كان له من الأجر والثواب كما وضحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن زيد بن خالد الجهني قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازيًا فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله فقد غزا"[رواه البخاري ومسلم واللفظ له]. وأوضح من هذا وأصرح مارواه الإمام أحمد وغيره عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" . رواه أيضا أبو داود والنسائي والدارمي وصححه الألباني.

والقرآن الكريم أولى الجهاد بالمال أهمية فائقة، فدائمًا يقرن الجهاد بالنفس مع الجهاد بالمال، فهما صنوان متلازمان؛ بل إن الجهاد بالمال جاء مقدمًا على الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي تتحدث عن الجهاد بالنفس والمال سوى آية واحدة، وهي قوله تعالى في سورة التوبة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)[التوبة:111] مما يدل على الأهمية البالغة للجهاد بالمال.

وما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم

فكان النبي حريصا على دفع الصحابة للجهاد بالمال فهو ألزم واقوى في كثير من الأحيان فبم كان يغزو الصحابة في غزوة العسرة إن لم يجهز الجيش عثمان بن عفان؟!
فعن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة ففرغها عثمان في حجر النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول: "ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم". قالها مرارًا.[أخرجه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح].

ألا يجدوا ما ينفقون

قال تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ)[التوبة:91، 92].
فما أشد حسرة المجاهد في سبيل الله إن لم يجد ما يحمله ولم يجد العدة التي يهاجم بها أعداء الله ....... فهذا دورك أخي الكريم وإخوانك يستغيثونك ويسألونك أن تقدم لهم ما يحملهم وما يخلفهم في أهلهم فأنت تعلم ما هو مفروض عليهم من حصار وتجويع وضيق شديد

ما أبقيت لأهلك

فأنظر أخي الكريم إلى ماذا كان يتسابق أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب , روى أبو داود عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدق فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله! قال: وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده!! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا". [قال الألباني: حسن].
أحدهم أنفق ماله كله في سبيل الله والآخر أنفق نصف ماله ... فماذا أنت منفق اليوم؟؟؟؟!!!!
قال الإمام الذهبي: الشجاعة والسخاء أخوان، فمن لم يَجُدْ بماله فلن يجود بنفسه.
ويقول يحيى بن معاذ: الدرهم عقرب فإن لم تحسن رقيته فلا تأخذه؛ فإنه إن لدغك قتلك سمه. قيل: وما رقيته؟ قال: أخذه من حله ووضعه في حقه.


جهاد بالمال مقدم على جهاد بالنفس

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة النبوية أهمية الجهاد بالمال فقال: "والجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس كما في قوله تعالى: (وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)[التوبة:41]، وقوله: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أعظم درجة عند الله)[التوبة:20]، وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)[الأنفال:72]. وذلك لأن الناس يقاتلون دون أموالهم، فإن المجاهد بالمال قد أخرج ماله حقيقة لله، والمجاهد بنفسه لله يرجو النجاة، لا يوافق أنه يُقتَل في الجهاد، ولهذا أكثر القادرين على القتال يهون على أحدهم أن يقاتل ولا يهون عليه إخراج ماله، ومعلوم أنهم كلهم جاهدوا بأموالهم وأنفسهم، لكن منهم من كان جهاده بالمال أعظم، ومنهم من كان جهاد بالنفس أعظم".

آيات القرآن الكريم في الجهاد بالمال

قال تعالى: " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله … " (الحجرات : 15 )
وقوله تعالى : "إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ …… " ( التوبة : 111)
وقال جل وعلا : " فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا " (النساء : 95 ).
فقال الله تبارك وتعالى : " لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ " ( آل عمران : 92 )
قوله تبارك وتعــالى في كتابه الكريم : " آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه " ( الحديد : 7)
وقوله تعالى : (وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ) النور : 33 )
قول الله تبارك وتعالى : " لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً … " ( النساء : ( 95
لقول الله تبارك وتعالى : "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ " ( الأنفال: 60 ) .
تذكر قول الله عز وجل : " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ " آل عمران : 142،

فمن يبخل فإنما يبخل عن نفسه
فمن هذه النصوص يتضح خطر الجهاد بالمال ومدى أهميته، فإذا كان الكافرون ينفقون أموالهم للصد عن سبيل الله وهم لا يجنون من وراء ذلك سوى الحسرة والهزيمة في نهاية المطاف، أفلا ينفق ويبذل المؤمنون من أموالهم لإرساء قواعد الدين والتمكين له في الأرض؟.
(هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (محمد:38).
أيها المسلم : تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من النفاق " وقوله " ما ترك قوم الجهاد إلاّ عمهم الله تعالى بالعذاب " ، وأحرص أيها المسلـم على مالك ولا تعطه للكافـر ليحارب به أخـاك المسلم وييتم به أطفال المسلمين ويهتك به أعراض المسلمين .

عندما يتخلى المسلمون عن الجهاد بالنفس والمال … و يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ويعبدون المال ويبخلون بما أتوا وقلوبهم خربة … يذلهم الله ويسلط الله عليهم شرار خلقه ممن لا يرحمهم … ويعبر عن ذلك رسول الله صلى عليه وسلم فيقول : " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها " ، قالوا : أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ : قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية المــوت " ( متفق عليه(

واقع مرير

ونجد الواقع الآن يعبر عن ذلك ، فأمريكا تعطى المال لإسرائيل لقتل المسلمين … فهل يعطى المسلمون المؤمنون أموالهم المجاهدين المسلمين الفلسطينيين ليدافعوا عن أنفسهم وعن بيوت الله ؟؟؟؟!!!

ومصادر إنفاق المال في

أولاً : إنفاق المال في تجهيزالمجاهد بالسلاح
ثانياً : إنفاق المال لكفالة أسر المجاهدين الذين استجابوا لنداء الجهاد
ثالثاً :إنفاق المال على أبناء الشهداء الذين سالت دماؤهم من أجل الإسلام والذود عنه
رابعاً : إنفاق المال لتعمير أثار تدمير بيوت المسلمين

وكل هذا أخي الكريم تجده في أرض الرباط في أرض فلسطين فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".

فأبحث أخي الكريم عن من يرسل لهم الأموال فهناك العديد من أبواب الخير والمساجد والمؤسسات والنقابات وغيرها من الأماكن التى تستطيع أن ترسل منه مالك إلى المجاهدين وأخلص نيتك لله وستجد من يدلك على الباب

0 التعليقات:

الحقوق محفوظة لـ - مدونة الخليفة والشهيد | الإخوان المسلمون