ربما لا تكون هذة الأزمة قاصرة على السودان وحدها ولكني أحببت أن أنقل لكم مقالا كتبه أحد الصحفيين بجريدة الوطن بعد زيارتة لدار الأطفال مجهولي الأبوين الأقل من 4 سنوات وربما لأنه تحدث معي العديد من الأصدقاء حول هذا الأمر في الفترة الأخيرة والآن أترككم مع حديثة (الحديث باللهجة السودانية واللي بيقرأ من مصر محتاج مترجم).
ثلاثة أطفال .. يومياً ..!
لاتتركوا بناتكم لـ«ذئاب الشوارع» .. فإن «مجهولي الأبوين» في تزايد ..!
ما هذا؟!..
حلم أم خيال ؟!.
وهل هي علامات القيامة؟!.
وما الأسباب ؟!.
هل نقول :« أوووب علينا »؟!.
هل نقول :« سجمنا .. الرماد كالانا»؟!.
ياما بكينا..!.
وياما توجعنا..!.
أرجوكم أيّها القراء ..
أرجوكم أيّها المسؤولون..
لا مانع من أن نبكي معاً، من جديد..!.
فالبكاء هو اعتراف بالألم ، وتعبير عن الحزن الشديد..!.
ولكن .. بعد أن نبكي ..
تعالوا لنجلس معاً .. حتى نوقد شمعةً..
تعالوا لـ«نتش عين الضلام بالضو»..!.
* * *
إنّها محنة حقيقية ..
ومأساة إنسانية مُتصاعدة..!.
«3» أطفال يومياً.. يتم التقاطهم من الشارع .. ليتم الحاقهم بآخرين ـ سبقوهم ـ إلى دار «مجهولي الأبوين» ..
والحسبة ، لمن كان محظوظاً من مجهولي الأبوين .. والذين ابتسم لهم القدر ، فالتقطهم خيّرون ..
ولم «تدوسهم» العربات..
ولم تأكلهم الكلاب الضالة أو غير الضالة ..
ولم يموتوا في «الكوشة»..!.
أو يرموهم في «السايفونات» ..!.
الحسبة تقول إن الدار تستقبل يومياً «3» أطفال «حديثي الولادة»:
3*30 = 90 طفلاً «في الشهر»..!.
90 * 12 = 1080 طفل «في السنة»..!.
* * *
إنّ هذه المأساة ، لها جوانب متعددة.. أود أن أحوم حولها ..
إن تراجع دور الأبوين ، في تربية ومتابعة «البنات» .. وبالطبع «الأولاد» كذلك.. أصبح سمة بائنة في مجتمعنا..!.
وهنا أود أن أقول :
زمان كانت درجة صيانة «البنت» عالية جداً .. فلا تخرج إلى الشارع لوحدها، بجانب أن الأسرة ـ كانت ـ تتابع سير «البنت» وأداءها في المدرسة ..!.
الآن ، فإن هنالك آباء لا يعرفون في أي صف تدرس البنت ..!.
بل إنّ العلاقة بين التلميذ والاستاذ.. سقطت عنها كل حواجز الوقار والرهبة .. بيد أن «الاستاذ» يطلب من طلابه«سفة صعوط»..!.
* * *
لقد انحدرنا ، لدرجة أن الأب أصبح لا يقوى لأن يقول للبنت : «ماشة وين .. والدنيا مغارب» ؟!.
والأم تصدق .. وهي تحس أن البنت كاذبة ، حينما تقول لأمها :
«صحبتي خالتا ماتت»..!.
ولو «تحنفش» الأخ ، ليطمئن ، فإن البنت تكون قد «رتبت» مع «صاحبتا» :« لو ماما أو أي زول من بيتنا ضرب ليك تلفون .. قولي ليهم إنو خالتك ماتت ، في الدروشاب »..!.
والدروشاب مقصودة .. لتعطي مبرراً لغياب أربع ساعات..!.
وفي الأربع ساعات .. يأتي هؤلاء اللقطاء .. مجهولو الأبوين .. الى الرحم .. ثم ، بعد تسعه وتسعه .. إلى الدنيا ..!.
* * *
دعونا نغوص قليلاً في : لماذا «3» أطفال يومياً .. وفي هذه الأيام..؟!.
الشهر الآن هو شهر «9» .. أي أن الحمل كان قبل تسعة أشهر..!.
لعلكم تذكرون أن قبل نحو «9» أشهر ، كان «رأس السنة»..!.
وأضابير «النظام العام» مليئة بالمعلومات الخطيرة، حول ممارسات مزعجة ومخيفة ، في «ليلة رأس السنة»..
- عربات مظللة ..!.
- احتفالات خاصة ، في شقق ومزارع ..!.
فهل تتابع الأسر أين.. وكيف يحتفل أبناؤها بـ «ليلة» رأس السنة؟!.
* * *
والفقر .. هو سيد الموقف.. فالتي ترمي «جناها» في الشارع .. دفعتها ـ في الغالب ـ الحاجة الى ممارسة الرذيلة .. إن إحدى الدراسات حول هذه الظاهرة ، تعتبر الفقر عاملاً مهماً في التردي والانحدار الأخلاقي ..
بيد أن «المذنبة» لو كانت من الطبقات الغنية .. فإنها «مقتدرة وقادرة» على أن تشتري «حبة أو حقنة» لمنع الحمل .. ولا تحتار كثيراً لو أن «الحمل» حدث .. فإن المال موجود .. والدايات موجودات .. وربما الأطباء موجودون ..!.
* * *
ماذنب هؤلاء الأبرياء .. أن تأتي بهم إلى الدنيا ، لحظة مجون في ليلة رأس السنة ؟!.
بل وما ذنبهم أن يأووا إلى دور، لا تستقبل دخلاً منتظماً من الحكومة، لمجابهة احتياجاتهم «الضرورية» من لبن وغذاء وكساء وغطاء ؟!.
والآن .. الآن، فإن صراعاً قديماً متجدداً ، يقع بين وزارة الصحة ، ووزارة الرعاية الاجتماعية .. فالأخيرة تتبع سياسة «تجفيف الدور»، وتحويلها إلى «وحدات» بالمستشفيات ؛ بينما وزارة الصحة ترفض ذلك ، بحجة أنه لا توجد ميزانية..!.
وهو ضرب من ضروب التنصل من المسؤولية ، والتي هي من صميم أعمال وزارة الشئون الاجتماعية.
لقد سألت منتسبين لوزارة الشؤون الاجتماعية: «لو جففتم هذه الدور .. هل يعني ذلك انكم قضيتم على الظاهرة» ؟!.
إنهم يقولون بـ «الأسر البديلة» .. سألتهم : «إنّ ضوابطكم حول الأسر البديلة غير محكمة وغير منطقية.. فكيف تعطون ـ حديثي الولادة ـ لأسر فقيرة .. أو حتى لأسر غنية ، عندها أطفال»؟!.
فالأُولى ، سيضطر طفلها أن يتشرد، بعد أن يكبر ..!.
والثانية - أي الأسر الغنية - فإن «الغريب» سيكون من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة .. وبالواضح كدا، سيتم تحويله إلى «خدام»..!.
سألوني : «ما الحل»؟!.
فقلت : «وزّعوهم على الذين لم يرزقهم الله بالولد .. سيكون بالنسبة لهما ابناً».
إن سياسة «التجفيف» هي ذر للرماد في العيون ، ومعالجة سطحية للمشكلة ..
لوشئنا مواجهة الظاهرة ، فلنواجهها بأسبابها الحقيقية .
* * *
ثم أما بعد .. فإن المنظمات «الوطنية وغيرها»، أصبحت بـ«الآلاف» في بلادنا ..
إنّهم يسافرون للسعودية ، في شهر رمضان .. والى دول الخليج ، ليجلبوا الاموال الضخمة «باسم فقراء السودان» ..
وأنا اؤيد تماماً سياسات «بنك السودان» لمراجعة حسابات المنظمات.. كم هي .. وإلى أين تذهب .. وهل تذهب الى من جُمعت باسمهم ؟!.
المطلوب من بنك السودان ألا يستثني أية منظمة .. مهما كانت الأسباب ..!.
فتشوهم جميعاً .. فالسيل قد بلغ الزُبى .. والتجارة باسم الناس ، أصبحت رائجة جداً ..!.
* * *
أيّها القراء الأعزاء ..
أيّها المُحسنون ..
أيّها المسؤولون..
تبرعوا بأموال زكاتكم لدور رعاية الأطفال والمسنين:
- في المايقوما .. شرق سينما النيلين بالديوم الشرقية ..
- وفي السجانة، غرب سوداتل..
- وفي بحري ، جنوب سعد قشرة «الضو حجوج للمسنين» ..
ولمزيد من المعلومات ، اتصل على الرقم 0912364904
* * *
إنه عمل ، سيشفع لكم في الدارين..
وإنه عمل لو تعلمون عظيم..
نقلا عن جريدة الوطن
ثلاثة أطفال .. يومياً ..!
لاتتركوا بناتكم لـ«ذئاب الشوارع» .. فإن «مجهولي الأبوين» في تزايد ..!
ما هذا؟!..
حلم أم خيال ؟!.
وهل هي علامات القيامة؟!.
وما الأسباب ؟!.
هل نقول :« أوووب علينا »؟!.
هل نقول :« سجمنا .. الرماد كالانا»؟!.
ياما بكينا..!.
وياما توجعنا..!.
أرجوكم أيّها القراء ..
أرجوكم أيّها المسؤولون..
لا مانع من أن نبكي معاً، من جديد..!.
فالبكاء هو اعتراف بالألم ، وتعبير عن الحزن الشديد..!.
ولكن .. بعد أن نبكي ..
تعالوا لنجلس معاً .. حتى نوقد شمعةً..
تعالوا لـ«نتش عين الضلام بالضو»..!.
* * *
إنّها محنة حقيقية ..
ومأساة إنسانية مُتصاعدة..!.
«3» أطفال يومياً.. يتم التقاطهم من الشارع .. ليتم الحاقهم بآخرين ـ سبقوهم ـ إلى دار «مجهولي الأبوين» ..
والحسبة ، لمن كان محظوظاً من مجهولي الأبوين .. والذين ابتسم لهم القدر ، فالتقطهم خيّرون ..
ولم «تدوسهم» العربات..
ولم تأكلهم الكلاب الضالة أو غير الضالة ..
ولم يموتوا في «الكوشة»..!.
أو يرموهم في «السايفونات» ..!.
الحسبة تقول إن الدار تستقبل يومياً «3» أطفال «حديثي الولادة»:
3*30 = 90 طفلاً «في الشهر»..!.
90 * 12 = 1080 طفل «في السنة»..!.
* * *
إنّ هذه المأساة ، لها جوانب متعددة.. أود أن أحوم حولها ..
إن تراجع دور الأبوين ، في تربية ومتابعة «البنات» .. وبالطبع «الأولاد» كذلك.. أصبح سمة بائنة في مجتمعنا..!.
وهنا أود أن أقول :
زمان كانت درجة صيانة «البنت» عالية جداً .. فلا تخرج إلى الشارع لوحدها، بجانب أن الأسرة ـ كانت ـ تتابع سير «البنت» وأداءها في المدرسة ..!.
الآن ، فإن هنالك آباء لا يعرفون في أي صف تدرس البنت ..!.
بل إنّ العلاقة بين التلميذ والاستاذ.. سقطت عنها كل حواجز الوقار والرهبة .. بيد أن «الاستاذ» يطلب من طلابه«سفة صعوط»..!.
* * *
لقد انحدرنا ، لدرجة أن الأب أصبح لا يقوى لأن يقول للبنت : «ماشة وين .. والدنيا مغارب» ؟!.
والأم تصدق .. وهي تحس أن البنت كاذبة ، حينما تقول لأمها :
«صحبتي خالتا ماتت»..!.
ولو «تحنفش» الأخ ، ليطمئن ، فإن البنت تكون قد «رتبت» مع «صاحبتا» :« لو ماما أو أي زول من بيتنا ضرب ليك تلفون .. قولي ليهم إنو خالتك ماتت ، في الدروشاب »..!.
والدروشاب مقصودة .. لتعطي مبرراً لغياب أربع ساعات..!.
وفي الأربع ساعات .. يأتي هؤلاء اللقطاء .. مجهولو الأبوين .. الى الرحم .. ثم ، بعد تسعه وتسعه .. إلى الدنيا ..!.
* * *
دعونا نغوص قليلاً في : لماذا «3» أطفال يومياً .. وفي هذه الأيام..؟!.
الشهر الآن هو شهر «9» .. أي أن الحمل كان قبل تسعة أشهر..!.
لعلكم تذكرون أن قبل نحو «9» أشهر ، كان «رأس السنة»..!.
وأضابير «النظام العام» مليئة بالمعلومات الخطيرة، حول ممارسات مزعجة ومخيفة ، في «ليلة رأس السنة»..
- عربات مظللة ..!.
- احتفالات خاصة ، في شقق ومزارع ..!.
فهل تتابع الأسر أين.. وكيف يحتفل أبناؤها بـ «ليلة» رأس السنة؟!.
* * *
والفقر .. هو سيد الموقف.. فالتي ترمي «جناها» في الشارع .. دفعتها ـ في الغالب ـ الحاجة الى ممارسة الرذيلة .. إن إحدى الدراسات حول هذه الظاهرة ، تعتبر الفقر عاملاً مهماً في التردي والانحدار الأخلاقي ..
بيد أن «المذنبة» لو كانت من الطبقات الغنية .. فإنها «مقتدرة وقادرة» على أن تشتري «حبة أو حقنة» لمنع الحمل .. ولا تحتار كثيراً لو أن «الحمل» حدث .. فإن المال موجود .. والدايات موجودات .. وربما الأطباء موجودون ..!.
* * *
ماذنب هؤلاء الأبرياء .. أن تأتي بهم إلى الدنيا ، لحظة مجون في ليلة رأس السنة ؟!.
بل وما ذنبهم أن يأووا إلى دور، لا تستقبل دخلاً منتظماً من الحكومة، لمجابهة احتياجاتهم «الضرورية» من لبن وغذاء وكساء وغطاء ؟!.
والآن .. الآن، فإن صراعاً قديماً متجدداً ، يقع بين وزارة الصحة ، ووزارة الرعاية الاجتماعية .. فالأخيرة تتبع سياسة «تجفيف الدور»، وتحويلها إلى «وحدات» بالمستشفيات ؛ بينما وزارة الصحة ترفض ذلك ، بحجة أنه لا توجد ميزانية..!.
وهو ضرب من ضروب التنصل من المسؤولية ، والتي هي من صميم أعمال وزارة الشئون الاجتماعية.
لقد سألت منتسبين لوزارة الشؤون الاجتماعية: «لو جففتم هذه الدور .. هل يعني ذلك انكم قضيتم على الظاهرة» ؟!.
إنهم يقولون بـ «الأسر البديلة» .. سألتهم : «إنّ ضوابطكم حول الأسر البديلة غير محكمة وغير منطقية.. فكيف تعطون ـ حديثي الولادة ـ لأسر فقيرة .. أو حتى لأسر غنية ، عندها أطفال»؟!.
فالأُولى ، سيضطر طفلها أن يتشرد، بعد أن يكبر ..!.
والثانية - أي الأسر الغنية - فإن «الغريب» سيكون من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة .. وبالواضح كدا، سيتم تحويله إلى «خدام»..!.
سألوني : «ما الحل»؟!.
فقلت : «وزّعوهم على الذين لم يرزقهم الله بالولد .. سيكون بالنسبة لهما ابناً».
إن سياسة «التجفيف» هي ذر للرماد في العيون ، ومعالجة سطحية للمشكلة ..
لوشئنا مواجهة الظاهرة ، فلنواجهها بأسبابها الحقيقية .
* * *
ثم أما بعد .. فإن المنظمات «الوطنية وغيرها»، أصبحت بـ«الآلاف» في بلادنا ..
إنّهم يسافرون للسعودية ، في شهر رمضان .. والى دول الخليج ، ليجلبوا الاموال الضخمة «باسم فقراء السودان» ..
وأنا اؤيد تماماً سياسات «بنك السودان» لمراجعة حسابات المنظمات.. كم هي .. وإلى أين تذهب .. وهل تذهب الى من جُمعت باسمهم ؟!.
المطلوب من بنك السودان ألا يستثني أية منظمة .. مهما كانت الأسباب ..!.
فتشوهم جميعاً .. فالسيل قد بلغ الزُبى .. والتجارة باسم الناس ، أصبحت رائجة جداً ..!.
* * *
أيّها القراء الأعزاء ..
أيّها المُحسنون ..
أيّها المسؤولون..
تبرعوا بأموال زكاتكم لدور رعاية الأطفال والمسنين:
- في المايقوما .. شرق سينما النيلين بالديوم الشرقية ..
- وفي السجانة، غرب سوداتل..
- وفي بحري ، جنوب سعد قشرة «الضو حجوج للمسنين» ..
ولمزيد من المعلومات ، اتصل على الرقم 0912364904
* * *
إنه عمل ، سيشفع لكم في الدارين..
وإنه عمل لو تعلمون عظيم..
نقلا عن جريدة الوطن
0 التعليقات:
إرسال تعليق