العنوان كده شكلة بيدل عن أني غيرت مهنتي وأشتغلت "تباع" على عربية ميكروباص
"محدش يفهمني غلط يا حضرات" هههههه لا فعلا أنا كده اشتغلت "تباع على ميكروباص"
بس الموضوع وما فيه اني عاوز أتكلم عن شعوري وأنا في مكان جديد وفي بداية حياة جديدة وهعمل مقارنة صغيره بينها وبين حياتي السابقة وإن كانت هذة المقارنة غير عادلة ولكني عاوز أتكلم شوية عن التجربة الجديدة
أكرا عبارة عن مدينة أفريقية جميلة وأجمل ما فيها المساحات الخضراء الشاسعه وكثرة الأشجار في كل مكان مما يكاد يشبه لك بأنك تعيش في غابة استوائية وده بالتأكيد عكس القاهرة والخرطوم اللي معظم حضراتكم تعرفوها كويس
أكرا برضه في أغلب شوارعها نظيفة جدا حتى تكاد تمدح هذة المدينة التي تشعر بأنها في عداد الدول المتقدمة وبالطبع هذة الميزة منافية تماما للقاهرة والخرطوم
بس كده محدش يفتكر أني هكتب أكتر من كده في المحاسن لأنها بالطبع لا تمتلك غير هاتين الصفتين وتعالى بقى وعينك ما تشوف إلا النور
أولا وأشد ما أفتقده هم الأخوة والأصدقاء والأحباب ففي القاهرة والخرطوم كنت ولازلت أحتفظ بخير الأصدقاء الذين عرفتهم في حياتي وكانت لي من المعارف والصداقات ما لا يعد ولا يحصى وكنت أتمتع بحياة شخصية وأجتماعية رائعة وكانت عائلتي أيضا أشد سرورا بهذا الأمر لأننا كنا منفتحين على مجتمع عائلي كبير جدا وكنا نستمتع بالزيارات والتجوال
أما هنا فهو مجتمع غريب الطباع سواء من أهل البلد أو زوارهم فالطبائع مختلفة تماما ولا تستطيع التعايش معها من حيث "العري" فتجاد تري أن النساء لا يرتدين الملابس أصلا (غانيين – أوروبيين – لبنانيات) وبذلك فهو مجتمع فاسد الطباع ولا نستطيع مجاراته لأنه أيضا يشرب الخمر والعلاقة بين الرجال والنساء ليس لها حد حتى في حضور الأزواج والزوجات "يعني ممكن واحدة تاخدك بالحضن وأنت واقف مع مراتك" هههه طبعا محصلتش معايا الحمد لله – ولعل ما أفذعني هو شكل المسجد بعد الأنتهاء مباشرة من صلاة التراويح فترى جميع الأخوات يخلعن ملابس الصلاة وكأنك تقف في معرض للأزياء ومسابقة لعرض ملكات الجمال – وأسأل الله أن يتقبل صيامنا وصلاتنا بعد ما كان يختلسه البصر من نظرات.
والمجتمع الغاني لا تستطيع التعامل معه لأنه لا يجيد إلا الشهوات (الطعام والجماع والنوم) وفقط.
وما أجمل الشعب السوداني المحافظ على القيم والمباديء والذي لم تؤثر فيه بعد الإغرات الزائفة وإن قل عنه الشعب المصري بدرجات كبيرة ولكنها لا تساوي شيء في غانا
ثانيا الزحام غير الطبيعي في الطرق وهذا لسبب بسيط جدا وهو أن أكرا لا تحتوي إلا على ثلاث طرق رئيسية على الأكثر ولكنها مدينة كبيرة جدا ولكن معظمها شوارع بسيطة دائرية وضيقة جدا وتتكاثر فيها بشكل غريب اشارات المرور مما يؤدي إلى تكدث وزحام شديد فإذا خرجت في الصباح أو المساء في أوقات العمل الرسمية فأنت ستقضي أكثر من ساعتين حتى تذهب للعمل أو تعود منه للبيت (أدعولي ربنا يهديني الصبر لأني بتخنق)
وما أجمل هذا الأمر في الخرطوم فإنها مقسمة تقسيم بديع طوليا وعرضيا فإنك إذا صادفت أي زحام في أي من الطرق فإنه يمكنك أن تسلك يمينا ويسارا إلى أي من الطرق الموازية على الرغم من صعوبة الطرق ولكنك تمشي بأكثر سهولة والأمر بينهم بالنسبة للقاهرة فعلى الرغم من الكثافة السكانية والزحام الشديد ولكنه لا يساوي شيء في أكرا التي لا يتجاوز سكانها نصف مليون بني آدم
بالطبع القاهرة في المساء والصباح وفي أي وقت تستطيع أن تصول وتجول وتأتي بما تشتهيه في أي مكان وفي أي زمان أما في أكرا فإنك لأبد أن تغلق عليك بابك من الثامنة مساء وتتكيف مع هذا الأمر لأنك ببساطة لا تستطيع أن تحضر حتى زجاجة مياة من أي مكان فضلا عن التعامل مع المستشفيات والمواصلات والمنتزهات وأي شيء (الساعة الثامنة بيتك بيتك)
والخرطوم تقترب بشدة من القاهرة أو حتى الثانية عشرة للتجوال وحتى الثالثة صباحا للمشتريات والضروريات
أرتفاع الأسعار وما أدراك ما أرتفاع الأسعارفالعملة الغانية تقترب بشدة من الدولار وفالدولار يساوي حوالي 1,4 من "السي دي" العملة الغانية أو "السوء سوء" كمان نطلق عليه وبهذا فإنك تشتري بأغلى الأسعار وتحتاج لراتب إضافي فوق راتبك حتى تنفقه وتخيل مثلا أن أقل شيء يمكن أن تشترية يساوي أربعة جنيهات مصرية فإذا أشتريت 10 أرغفة من الخبز أو ما يساويهم من "العجين" الغاني فإنك ستدفع 5 "سوء سوء" وبالنسبة للخضار فإنة على لايقل عن 5 "سوء سوء" بأي حال من الأحوال ده لو لقيت خضار غير "الباذنجان" اللي بيقولوا عليه أهل السودان "الأسود" فتقريبا أشهر أكله لنا في أكرا هي "المسقعة"
التلفزيون وألأنترنت والأتصالات وفي هذة الحاله لابد وأن تفرق تماما بين المتاح وما تدفع فيه دم قلبك كالتالي
التلفزيون في المتاح 6 قنوات كل قناة منهم تحت رعاية شركة من شركات الأتصالات وبالتالي 70% اعلانات الشركة الراعية و30% مشاهد تمثيلية عفا عليها الزمن وتعاد في اليوم الواحد أكثر من 20 مرة فهي لا تتجاوز مدتها على الأكثر 10 دقائق ولو حبيت تدفع لك بقى 130 سوء سوء كل شهر "غير التركيب" علشان تشترك هنيالك
الأنترنت لازال يعتبر أختراعا حديثا يدخل الي هذة البلد عبر نافذة ضيقة جدا وحلني علشان تلاقي لك ربع ساعه على بعض ويكون الأنترنت شغال وأنسب مكان علشان تلاقي الأنترنت شغال هو "الحمام" ولامؤاخذة او تدفع دم قلبك حوالي 500 الى 1000 "ألف" سوء سوء شهريا علشان يكون عندك انترنت محترم
أما شركات الأتصالات وهم حوالي 6 شركات والسابعه جاية في السكة (متفتكرش ده تطور) ده بس علشان كل شبكة بتشتغل على منطقة بالتنسيق فيما بينهم "فأنت لو بتروح من مكان لمكان بقى أو بياع لازم تسحب معاك 6 خطوط يا معلم" وتقريبا لما أحب أتصل بمصر بيكون عامل الأتصال بينها هو "قمر الدين" بدل من القمر الصناعي
كفاية كده علشان أنا زهقت ونكمل بعدين